صيغة مرافعة محامي المدعيين في قضية قتل المتظاهرين المصريين

صيغة مرافعة محامي المدعيين في قضية قتل المتظاهرين المصريين.

مرافعة تامر جمعة المحامى

فى قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ومساعديه الستة جلسة 10/1/2012

” وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون” صدق الله العظيم
سيدى الرئيس حضرات السادة المستشارين الأجلاءأرجو أن يتسع لنا صدركم بالقدر الذى قد ضاقت به صدورنا ثلاثون عاما قد تقضت.

يحكى انه على ضفاف النيل الخالد حيث يعيش أعرق شعب في التاريخ حكمهم طاغية ظالم عاث في الأرض فسادا … فظلم …. طغى وتجبر على بنى وطنه، ظن أن لن يقدر عليه أحد … وأن عتمة الليل لن تنجلي وكان شمس الحرية ملك يمينه، تناسى أن رب السماء مطلع على ما هو كائن وما سوف يكون.

أليس هو القائل عن نفسه ” قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شئ قدير” فقدر الله يوما أشرقت فيه ألف شمس للحرية فحمل شباب مصر أكفانهم وبذلوا أرواحهم يقولون للطاغية ارحل فما عاد لك علينا حكم بعد اليوم حتى خلعوا عن الظالم تاج ظلمه وصولجان ملكه.اسمح لي سيدي الرئيس أن أعود بالأحداث إلى مثل يومنا هذا منذ عام قد مضى وكيف كان حال مصر ذل وهوان … فساد وطغيان …. فقر وامتهان.يحكمنا هذا الذي يقبع في قفص الاتهام … يحكمنا بالحديد والنار ، يسلط علينا زبانيته ورجالاته الأوفياء له… الخائنين لمصرنا، يعيش هو ونفر من القوم عيشة هنيئة مريئة ينظر إلى شعبه من علي بل والله حتى لا ينظر إلينا،
شعب يعيش أربعون بالمائة منه تحت خط الفقر..
شباب يموتون في قوارب الموت على شواطئ إيطاليا…
غرق العبارة و ألف شهيد يموتون دون رادع للمتسبب…
البطالة تحاصر الشباب…
ضرائب وإتاوات تزداد يوما بعد يوم…
رجال أمن الدولة تنهش لحم الأبرياء وترهب وتنتهك الأعراض…
أقسام الشرطة أصبحت أوكار للتعذيب والقتل بدون حساب…
تمديد قانون الطوارىء..
.شعب يسكن المقابر مع الأموات…
أطفال الشوارع…
طوابير الخبز وأنابيب الغاز…
مرتبات لا تكفى حتى قوت أيام قلائل…
احتكار الحديد ورفع الأسعار …
قمح ومبيدات مسرطنة…
لحوم فاسدة..
مياه شرب ملوثة…
بلد يحكمها البلطجية …
بيع ممتلكات مصر بأبخس الأثمان…
حوادث القطارات…
الموت تحت أنقاض العمارات وصخور الجبال…
انتشار الأمية…
سطو على أموال المعاشات والتأمينات…
فتنة طائفية…
هجرة العلماء وضياع البحث العلمي…
ضياع أموال الشعب في مشروعات فاشلة … (توشكي وشرق العوينات وترعة السلام) …
فساد الذمم والأخلاق…
غلق معبر رفح في وجه إخواننا الفلسطينيين…
و أخيرا تزوير انتخابات مجلس الشعب وملف توريث الحكم.

كل ذلك والمتهم الأول يعيش ويظن انه يملك وحده زمام الأمور أو هكذا صور له زبانيته، فعلوا به كما فعل السابقون….عندما قالوا لحاكمهم المعز الفاطمى

ما شئت لا ما شاءت الأقدار …… فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنمــا أنت النبي محمد …… وكأنما أنصارك الأنصـار
هنا كانت اللحظات الحاسمة في تاريخ هذا الوطن، هنا خرج المارد من القمقم، خرج يرفض طغيان الحاكم, خرج في يوم كان مقدورا بإذن الله وأمر عند الله كان مفعولا يطلب فقط اقل القليل، خرج يطلب الخبز والعدالة، خرج يطلب الحرية ولكن أبى الظالم وتجبر فأبلغ وزير داخليته وحارسه الأمين: ما بال القوم يطلبون ويخرجون؟! ألا يعلمون من أكون؟! كيف تركتهم يفعلون؟! فيطمئن الحارس سيده: لا تقلق سيدي الأمر تحت السيطرة، إن هي إلا زوبعة في فنجان، فيطمئن فرعون إلى كلام حارسه وينام هادئ البال مطمئن ولكن الشعب الثائر تزداد غضبته، ما بال حاكمنا أصم أذنيه عن حقوقنا وأصر واستكبر استكبارا.

وتتوالى الأحداث من يوم الخامس والعشرين وتزداد سخونتها في يوم الثامن والعشرين من يناير، المتظاهرين السلميين تزداد أعدادهم… وتتصاعد الأحداث…، الجنود في الشوارع والميادين ينتظرون الأوامر… والضباط تنتظر أمر القيادة الأعلى في الوزارة…، ووزير الداخلية لا يستطيع أن يطلق النيران على المتظاهرين إلا بقرار سياسي سيادى…، تلك كانت أقوال اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية ” أن وزير الداخلية لا يستطيع أن يصدر أمرا بإطلاق النيران إلا بأمر رئيس الجمهورية” وهنا صدر الأمر … اضرب ….اقتل …. ادهس … لا تترك فيهم أحدا … رغم انهم كان فى مقدورهم وذلك قول اللواء منصور العيسوى أيضا “انه كان يجب على قوات الشرطة ان تعود إلى ثكناتها ثم يعاد ترتيب الأوضاع وفقا للواقع الموجود … لم يكن هناك ما يستوجب إراقة الدماء وقتل السلميين الأبرياء.

مخطئ من قال أن الأمر لم يكن أمره …. فكل ما كان يحدث في مصر كان بأمره، كان هو الآمر الناهي … المنح والعطايا … زيادة المرتبات والحوافز، التعيينات و الإقالات كانت بأمره، حتى تصحيح ورقة إجابة طالبة الإعدادي التي رفضت نظام حكمه لم تكن إلا بأمره، تنطلق الأوامر من رأس الهرم إلى قاعدته مرورا بوزير الداخلية ومساعديه حتى أصغر جندي في الشارع بإستخدام كافة الوسائل المتاحة على حد قول الشهود. ألم يكن متاحا في ميدان التحرير لدى قوات العمليات الخاصة أسلحة آلية وسلاح شخصي ورشاش عيار 9 ملم؟
أليس بسؤال العقيد مصطفى خيري نصر الله مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للعمليات الخاصة قرر أن خدمات العمليات الخاصة يتم تسليح مجنديها بالسلاح الآلي وضباطها بالطبنجة والرشاش الهكلر عيار 9 ملم، وانه كان يوجد عدد إحدى عشر خدمة بتسليحها السابق متمركزة في نطاق منطقة وسط المدينة يوم 28 يناير 2011 بالإضافة إلى خدمة استثنائية عبارة عن 140 مجند و10 ضباط يرتدون الملابس المدنية وتم إنزالهم عند الباب الخلفي للجامعة الأمريكية.ألم يشهد جميع الشهود بان تسليح قوات فض الشغب يدخل من ضمن تسليحها البنادق الخرطوش؟

ألم يشهد اللواء محمود وجدى وزير الداخلية الأسبق أن تسليح المدرعات يدخل فيها التسليح الآلي للجنود؟!! وشهد أيضا وزير الداخلية الأسبق محمود وجدى أن الخرطوش يستخدم بالرجوع إلى القيادة الميدانية، ويمكن للقيادة الميدانية الرجوع إلى القيادة الأعلى؟

ومثبت بتحقيقات النيابة بأمر العمليات رقم 1173/6 والمعنون خدمة ملاحظة الحالة أثناء صلاة الجمعة 28/1/2011 إلحاقا لأمر العمليات رقم 1044/6 .في يوم 24/1/2011 صدر التوجيه بإعداد ترتيبات أمنية لتامين نطاقات المساجد خاصة المساجد ذات الصبغة الإخوانية فضلا عن تعزيز وتنشيط كافة الخطط الأمنية الجغرافية والنوعية بدائرة المدينة وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات لتعزيز الخدمات وذلك لغلق مترو الأنفاق وأتوبيسات النقل العام إذا لزم الأمر والتنسيق مع شرطة السياحة لتعزيز الخدمات والتنسيق مع قوات الأمن المركزي لتعيين التشكيلات الضاربة والميكروباصات المدرعة وسيارات رفع المياه في المناطق المحيطة والمؤدية لمنطقة الجامع الأزهر مع تعزيز التشكيلات والمجموعات المدنية التي تكفل تقويض أي تداعيات أمنية سلبية .. الخ.

وتم النص على الإطار العام للتشغيل خلال الأحداث أو أعمال الشغب وذلك بقيام مديري القطاعات بالتنسيق مع الأمن المركزي وقوات الأمن على وضع خطة لانتشار التشكيلات للدفع بها بمواقع الاحداث فى حالة الضرورة مع عدم استخدام الاسلحة النارية او الخرطوش او الغاز المسيل للدموع الا بعد صدور امر قيادة المديرية، وان هذا الامر مقدم من كل من اللواءين: يحيى زكريا العراقى وحسنى محمود عزت ومذيل بإسم اسماعيل الشاعر وممهور بتوقيعه! اذا لا يمكن ان يتم التعامل ميدانيا كما يقول المتهمين لابد ان يصدر أمرا من القيادة الاعلى تدرجا حتى رأس الهرم، فإسماعيل الشاعر وكافة مساعدى وزير الداخلية المتهمين لن يصدروا امرا باطلاق النيران الا اذا صدرت الأوامر من الوزير حبيب العادلى الذى بدوره تصدر له الأوامر من رئيس الجمهورية بصفته الرئيس الاعلى لهيئة الشرطة.

يشهد فى التحقيقات الدكتور ايمن صلاح الدين حلمى – رئيس قسم الحوادث بالقصر العينى – بالملف رقم 24 فى الجناية 1227 انه بدءا من يوم الجمعة 28 يناير 2011 حتى 4 فبراير 2011 استقبل العديد من الحالات من اصابات والعديد من الجثث سواء من حضروا متوفين او من توفوا بسبب اصاباتهم وحصرهم كالتالى
:179اصابة بالعين
127 اصابة بالاطراف
542 اصابة بالبطن
41 اصابة بالراس
35 اصابة بالصدر
5 اصابات بالظهر واصابة بالخصية.

أما الوفيات فكان عددهم:
21 حالة وفاة نتيجة اصابة بالراس
4 وفيات نتيجة الاصابة بالصدر
3 وفيات نتيجة الاصابة بالبطن
4 وفيات نتيجة الاصابة بالاطراف
وحالة وفاة نتيجة الاصابة بالظهر وحالة وفاة نتيجة الاصابة بالرقبة،
وقدم كشفا تتراوح الاصابات فيه بين الانفجار بالعين وكسور مختلفة بالساق أو الفخذ واصابات بطلقات نارية بالراس او البطن او الصدر.كيف كل تلك الاصابات والوفيات والمتهمين يدعون انه لم يكن هناك تسليح آلى او خرطوش؟!!!!
إليكم الإجابة فى أوامر عمليات تسليح القوات وأذكر منها مثالا لا حصرا كتيبة واحدة
قطاع احمد شوقى 2
بتاريخ 25يناير ‏2011‏‏
البند رقم 12 احوال الساعة 2.35ص تسليم 3 مجندين سلاح خرطوش+50 طلقة خرطوش+50طلقة مطاطا
لبند رقم 16 احوال الساعة3.5ص تسليم 4 مجندين سلاح خرطوش+50 طلقة خرطوش+50طلقة مطاط
البند رقم 18 احوال الساعة 3.35ص تسليم 3 مجندين سلاح خرطوش+50 طلقة خرطوش+50 طلقة مطاط
البند رقم 21 احوال الساعة 4.20ص تسليم 3 مجندين سلاح خرطوش+50 طلقة خرطوش+50 طلقة مطاط
.البند رقم 30 احوال الساعة 8.55ص تسليم 3 مجندين سلاح آلى.
يومى 26 و27 يناير على جرت الأمور نفس الوتيرة .
يوم 28 يناير ‏2011‏‏
البند رقم 22 احوال الساعة 6.30 م تسليم 17 مجند سلاح آلى +50 طلقة روسى.
البند رقم 23 احوال الساعة 6.35م تسليم 4 مجندين سلاح خرطوش +50 طلقة رش+50 طلقة كاوتشوك.
يوم 29 يناير ‏2011‏‏البند رقم 3 احوال الساعة 5.30 صباحا تسليم 3 مجندين سلاح آلى+50 طلقة روسى لكل مجند.
البند رقم 4 احوال الساعة 5.30ص تسليم 3 مجندين سلاح خرطوش +50 طلقة رش+50 طلقة كاوتشوك لكل مجند.
البند رقم 5 احوال الساعة 6.00صباحا تسليم 30 مجند سلاح آلى+100 طلقة روسى لكل مجند.
البند رقم 7 احوال الساعة 9.30ص تسليم 18 مجند سلاح خرطوش +100 طلقة خرطوش لكل مجند.
اليس فى كل ذلك دليل على التحريض والمساعدة؟
اليس فى كل ذلك دليل على عقد العزم وبيات النية على قتل المتظاهرين السلميين؟
أليس فى تزامن القتل والإصابات بالأعيرة النارية والخرطوش فى محافظات مصر فى نفس التوقيت وبنفس المنهج دليل على صدور أمر من القيادة العليا.
مستغرب الأمر أن المتهم الأول قد حكم مصر ثلاثين عاما ولم يعرف طبيعة شعبه هذا الشعب الذى قال عنه الحجاج بن يوسف الثقفى أشد أهل الأرض بطشا

فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال :-
لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتله الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار أجف الحطب
وهم أهل قوة وصبر
وجلدة وحمل
و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم
فأنتصر بهم فهم خير اجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثا
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها
2- ارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم
3- دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك
وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدءهم وأعداء الله.

أليس فى محو محتويات القرص المدمج من قبل اللواء حسن عبد الحميد إخفاء لكل أثر للجريمة؟؟!! وأكاد اجزم أن محو محتويات القرص المدمج لم يكن خطأ غير مقصود إنما هو فعل عمدى مقصود و لاينال من ذلك الفحص الفنى الذى قام به أحد الموظفين المنتدبين من قبل النيابة فهو ليس متخصصا فى مجال البرمجة ..فبأمر برمجى صغير جدا يتم برمجة الجهاز بمحو ماعلى أى قرض مدمج أن تم تشغيله للمرة الثانية فى خلال مدة زمنية معينة …وليس ينال من ذلك ظهور نافذة تشغيل القرص او إغلاقه فقد يكون الزر الظاهر هو تشغيل القرص المدمج ولكن بمجرد الضغط عليه يصدر امرا برمجيا بمسح ما على القرص من معلومات ومحوها تماما أمر غاية فى البساطة….

اليس فى قرار المتهم الاول ووزير داخليته بقطع الاتصالات سبق إصرار للانقضاض على المتظاهرين السلميين؟
أليس فى ذلك إعداد لمسرح الجريمة؟؟.. نعم مسرح الجريمة، فالميادين كانت مسرحا لجرائمهم فى حق المتظاهرين… ميدان يتظاهر فيه ثلة من شباب مصر سلميين عزلا من السلاح يتم قطع الاتصالات عنهم حتى لا يعرف أهليهم وذويهم وأصدقائهم وأقربائهم ما سوف يحدث لهم. ولكن “يمكرون ويمكر الله * والله خير الماكرين” وينقلب السحر على الساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى, فقطع الاتصالات كان خطيئتهم الكبرى فكانت الدعوى لكل أب وكل أم وكل أخ وصديق وأخت لهم فرد فى ميدان التحرير أو أى ميدان اخر أن ينزلوا عن بكرة أبيهم للإطمئنان عليه …

ولكن يا سيدى ما إن تطأ قدم المرء ميدان التحرير فى هذا اليوم حتى تنتفض الروح الثورية بداخله. فبعد أن كان يبحث عن ولده او ابنته ينصحهما بالعودة الى البيت سالمين، يجد نفسه يقف هاتفا معهم بسقوط هذا النظام الفاسد الجاثم فوق صدورنا ثلاثون عاما … يجد روحه الان ترفض الذل والهوان، يدرك أنه يعيش لحظة هي فارقة فى حياته وفى حياة وطنه … يسأل نفسه: هل كنت أخاف من مواجهة الظلم من أجل أولادى حتى لا يصيبهم مكروه، فما بال أولادى لا يخشون الظالم؟ كيف وأنا أاب لهم وأنا قدوة لهم أن أخشى ما لا يخشون؟ … وأب أخر يهتف بالقصاص من رأس النظام فبعد أن كان يخشاه من اجل ولده … لسان حاله يحدثه: ها قد ذهب ولدى شهيدا، لم يعد لدى ما اخاف او اخشى عليه منك ايها الظالم. يتذكر صورته فى السونار، تكبيره فى اذنيه لحظة ولادته، ضمه لاصابعه الصغيرة على سبابته .. أول كلمة ينطقها “أبى”.. نزوله لتصويره صور المدرسة .. مصاريف الدروس الخصوصية التى يتحملها حتى يصبح افضل منه .. خوفه عليه عند تأخره فى العودة من أول رحلة .. تعلله الدائم بالشغل اذا طلب منه اللعب معه .. حلمه بأن يصبح طبيبا .. تعليماته له وهو يعلمه حلاقة ذقنه .. خناقات الثانوية العامة .. رعبه من أن يكون يدخن السجائر من ورائه .. فخره به فى أول يوم فى الجامعة .. احمرار وجهه بعد تلقيه أول مكالمة من زميلته .. صيحاته معه ومنتخب مصر يحرز هدفا .. غضبه منه لفتحه الجرنال قبله .. غضبه من استيلائه الدائم على ملابسه لأن مقاسهما قد اصبح واحدا .. تفكيره الدائم فى تأمين مستقبله .. شرائه الشقة التى سيتزوج فيها .. عدم اقتناعه بالفتاة التى يريد خطبتها .. تحذيره له من النزول يومها…قبلة يضعها على جبينه وهو يطمئنه يا أبى لا تخف علي فقد أصبحت رجلا…رائحته …أنفاسه …حضنه..
كل ذلك ذهب ولن يعود برصاص الغدر لن يعود.. بأمر الظالم .. بأمر الحاكم ..
ألا تبا لهذا النظام …
ألا تعسا لهذا النظام…
ألا سحقا لنظام يحاد الإله … نعم سيدى يحاد الإله.اليس الله مالك الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ؟
أليس فى محاولة توريث الحكم تحد لإرادة السماء؟
القصاص سيدى …القصاص يا قاضى الأرض …لسنا نريد العدالة البشرية تلك التى هي معصوبة العينين لاترى …ولكنا نطلب العدل الإلهى المطلق الذى انتم مستخلفين فيه “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” نطلب العدل الذى هو صفة الإله الذى هو سميع بصير …بصير بجثث الشهداء سميع لأنات أمهات ثكلى وأباء مكلومين يطلبون القصاص…عليم بظلم هذا الحاكم لشعبه…

أما والله ان الظلم شـؤم …. ولا زال المسئ هو الظلوم

الى الديان يوم الدين نمضى …. وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم فى الحساب اذا التقينا …. غدا عند المليك من الغشوم

ستنقطع اللذاذة عن انـاس …. من الدنيا وتنقطع الهـموم

سل الايام عن امم تقضت …. ستخبرك المعالم والرسـوم

تروم الخلد فى دار المنايا …. فكم قد رام مثلك ما تـروم

تنام ولم تنم عنك الرزايا …. تنـبه للمـنية يا نــؤوم

لهوت عن الفناء وانت تفنى …. فما شئ من الدنيا يـدوم
من أجل ذلك
سيدى الرئيس الجليل نطالب بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهمين جميعهم فى قضايا القتل العمدى للمتظاهرين السلميين
تامر جمعة

المحامى

نموذج مرافعة محامي المدعيين في قضية قتل المتظاهرين المصريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *